غزوة الباك


أفقت اليوم من نومي كعادتي و فتحت شاشة الكمبيوتر لأرصد ما دار حول العالم من مستجدات ، و أول ما صادفته أرعبني بشكل كبير ، رأيت بلاغا فيه علم المملكة و فوقه عنوان كبير بلاغ رقم واحد ، حينها دب الرعب في جسدي و أنا أعرف أن مثل هذه البلاغات تصدرها قيادات الجيوش التي تتحدث عن أي مستجد في أٍرض المعركة ، لم أصدق عيناي و كبرت الصورة لأتفحص البيان ، فما وجدته الا بلاغا عن سيرورة امتحان الباكالوريا و كيف أن الامتحان مر في ظروف عادية و جميلة و أن الجو جميل و العصافير تزقزق ....وأنا أعرف أن قيادات الجيوش عندما تصدر بيانات تتحدث فيها عن نصر قريب و تقدم ملحوظ فهي في الحقيقة تحاول إخفاء خسائر فادحة تكبدتها في أٍرض المعركة ، وهذا ما دفعني للبحث عن البيان المضاد و عما تحاول وزارة الضلع المشترك إخفاءه ، فدخلت على صفحة التسريبات و ذهلت للكم الكبير من الاسئلة التي وصلت و الاجوبة التي نشرت مما جعلني أدقق كثيرا في ساعتي محاولا أن أعرف كم تطلب الامر لتسريب الامتحان لكل الشعب ...فوقفت على رقم قياسي يا سادة نعم رقم قياسي عالمي في التسريب ، عشرون دقيقة كانت كافية لوصول كل الاسئلة و كل الاجوبة ، حينها ادركت أننا أمام معركة لا هوادة فيها ، بين 400 ألف مقاتل في الميدان و من خلفهم ملايين الجنود المجهولين و بين منظومة أهملت الطالب 12 سنة و جاءت اليوم لتحاسبه و تضيق عليه الخناق و تسد في وجهه أبواب المستقبل .....هي معركة لم تكن لتكون بهذه الحدة لو أن السيد الوزير تكلم بلغة أخرى غير لغة التهديد ، و لو أنه تفهم مطالب التلاميذ و مشاكلهم و حاول إيجاد مقاربة عادلة بين الخواص و العوام لأنتهى الامر عند هذا الحد ، و لكن مادام الوزير قد أعلنها حربا ضروسا على كل التلاميذ فإن المجال لم يبقى الا لرفع السيوف و قطع الرقاب ....فهذه حرب و الحرب لا أخلاق فيها ....






Sharing Widget byTh3 Geek Web


comments powered by Disqus

مدونة مهووسي الويب

جميع الحقوق محفوضة لمدونة مغرب نــيــوز